وكالة مهر للأنباء، مهدي عزيزي*: فيما يخص التحليلات الاخيرة المتعلقة بقضية التطبيع الاماراتي الصهيوني واضافة الطابع الرسمي لهذا التطبيع، ظهرت تحليلات كثيرة واراء وتساؤلات مختلفة حول هذا الموضوع، حيث تم طرح اسئلة كثيرة، ولكن السؤال المهم هو، لماذا هذا النهج السياسي الغير عقلاني؟، ولماذا تم اختيار دولة الامارات من بين الدول العربية لتقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني؟
هل كان هذا الاختيار بسبب القوة الاقتصادية التي تمتلکها دولة الامارات؟ أم ان هناك خصائص مهمّه تتميّز بها دولة الامارات فوقع عليها هذا الاختيار؟ هل الإمارات قادرة بشكل أساسي على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة وفرض معادلة جديدة على فلسطين والمقاومة؟
كل ذلك يأتي في وقت فرضت فيه المقاومة الاسلامية والفصائل الفلسطينية معادلات جديدة على الكيان الصهيوني سياسياً وميدانياً وإعلامياً.
مما لا شكّ فيه ان دولة الامارات العربية لم يكن لها اي دور سياسي فيما يخص بالقضية الفلسطينية، لذلك فان تأثيرها على القضية الفلسطينية ليس بحجم تأثر الدول الاخرى مثل السعودية ومصر وحتى البحرين.
ولذلك سيكون اختيار الولايات المتحدة للامارات كبداية للتطبيع مع الكيان الصهيوني اقل تكلفة وجهد بالنسبة لها من ان تبدأ بمصر او السعودية او البحرين، نظراً لمحدودية تأثير الامارات، وكذلك سيتمكن الكيان الصهيوني من بدء تجربته الاولى.
ان ما فعلته الامارات في الماضي وما تفعله في الوقت الحاضر يبيّن لنا الطريق المرسوم لهذا البلد الذي قامت الدول الغربية برسمه بما يتماشى مع سيناريوهاتها وخططها.
ان دولة الامارات العربية لم تتشكل وتبن على أساس مكونات السلطة الوطنية ولا على الدعم الشعبي، بل على أساس اتفاقية الأمن النفطي (بالطبع أمن النظام السياسي والحكام).
* لماذا وقع الاختيار على دولة الامارات لتكون اولى الدول في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني؟ ماهي نظرية النوافذ المحطمة؟
يمكن القول بان دولة الامارات في هيكلها الرسمي (هيكلها الحكومي) بشكل عام تنطبق عليها نظرية "النوافذة المحطمة" للسعي لتحقيق الاهداف الصهيونية في المنطقة.
ومما لا شك أن نظرية النوافذة المحطمة تنطبق على السلوك السياسي للغربيين تجاه الإمارات، حيث تنص هذه النظرية على أنه إذا كانت هناك نافذة محطمة في المبنى، فيمكن اختراق هذا المبنى بسهولة.
* التطبيع ومرحلة كشف الاقنعة / من العلاقات الأمنية إلى المسابقات الرياضية
في السنوات الماضیة كان هنالك تطبيع للعلاقات بين الامارات وبعض الدول الغربية ولكن كانت بشكل خفي وغير علنية، لكن في العام المنصرم بدأ الكشف عن هذه العلاقات والبدء في اضافة طابع رسمي عليها.
فكانت المسابقات الرياضية والجوائز الأدبية ذريعة جيّدة لدخول مرحلة التطبيع ونشرها، وشارك فريق الجودو التابع للنظام الصهيوني في المسابقات التي أقيمت في الإمارات، والأكثر إثارة للاهتمام أن وزير الرياضة في النظام الصهيوني كان حاضراً وتم عزف نشيد الكيان الصهيوني في صالة المسابقة.
وزير الرياضة الصهيوني يزور مسجد الشيخ زايد في الإمارات (بعد منافسات الجودو)
* لم يعتقد احد ان الامارات ستشكل خطرا / لن يكون هنالك احتجاج جاد
ان دولة الامارات العربية تسعى الى تنفيذ المخطط الصهيوني لعدّة اسباب، اولها بسبب خصائصها الديموغرافية وهويّتها وعدد سكانها المحدود الذي يبلغ تسعة ملايين وستّمئة الف نسمة.
يقال إن بعض المناطق في الامارات وبعض الامراء يعارضون تطبيع الامارت للعلاقات مع الكيان الصهيوني، ومع ذلك لا يوجد قلق بشأن ردود الفعل والاحتجاجات في هذا البلد.
لهذا السبب تم اختيار دولة الامارت لتكون اول دولة عربية لتقوم بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
*الإمارات مركز للجوائز الثقافية والأدبية والمهرجانات
هناك نقطة مهمة يجب الاشارة اليها هي ان الامارات سعت وحاولت في السنوات الماضية لان تكون مركزاً لمنح الجوائز الادبية والثقافية ومكاناً لتجمع النخب الثقافية والفنية في العالم العربي والغربي، حتى تتمكن من استخدام هذه النخب سياسياً في المواقف الحساسة.
قامت بجذب هذه النخب العربية والغربية الى ارضها عن طريق تقديم ملايين الدولارات لهم.
"بشير ظيف الله" شاعر لبناني انسحب من جائزة الشيخ زايد للكتاب
* تمهيد الطريق للسعودية
الامارات قامت بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لتمهّد بشكل أساسي الطريق للسعودية، وبالطبع البحرين وبعض الدول ذات الخصائص الإماراتية هي أيضا موضوعة في خط التطبيع.
تسعى السعودية إلى قياس ردود الفعل الداخلية على القضية الإماراتية من أجل تمهيد الطريق للتطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال تقييم ردود الفعل الداخلية والخارجية في العالم الإسلامي.
* ورقة ترامب الرابحة في الانتخابات القادمة
يمكن القول أنه منذ يوم وصول ترامب إلى السلطة الى الان كان سلوكه السياسي تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية هو لحفظ الامن الصهيوني، فهو يسعى باية طريقة كانت ارضاء اللوبي الصهيوني ليضمن فوزة في الانتخابات القادمة.
*رئیس تحریر قسم الاخبار الدولي في وکالة مهر للانباء
/انتهى/
تعليقك